مقالات تربوية

الطفل وخصوصياته...

مقال للكاتبة بدرية الغنيم
أعجبني وأحببت مشاركتكم فيه
هل فعلا نحن نعطي أطفالنا الفرصة للتعلم الذاتي وننمي مواهبهم ونساهم معهم في بناء شخصيتهم بشكل صحيح وأيجابي؟
كم منا وبكل أسف يهمل هذا الجانب المهم من حياة الطفل وخصوصا في هذه المرحلة!!
كم من الوقت تعطي الامهات لاطفالهن وتشاركهم أفكارهم ؟ وهل تفتح لهم المجال للتفكير والتعبير بحرية ؟
كيف ينعكس اسلوبنا مع الطفل على سلوكه وبناء شخصيته؟
أرجو المناقشة الجادة
وأترككم مع الموضوع
طفل في الثالثة من عمره، فقدته أمه، أخذت تناديه، وتبحث عنه في أنحاء المنزل ولم تجده، عادت إلى غرفته مرة أخرى، ولمحت قدميه الصغيرتين تحت السرير تتحركان.
نادته ولم يجب، ربما يسمعها ولا يريد أن يجيب، وربما لم يسمعها، فألقت نظرة تحت السرير.
فوجدته منسجماً مع ألعابه، ولم يشعر بها.
عادت إلى مطبخها، وأخذت تناديه، لمحته يجري مسرعاً نحو المطبخ ليأخذ فناجين القهوة الصغيرة، ويملؤها بالماء، التفتت إليه وقالت: ماذا لديك؟ ويجيب: عندي شغل.... شغل، ضحكت وقالت: وما هو؟ لم يجبها، بل أسرع بالماء، وأدخله تحت السرير.
تركته أمه، وبعد أن أنهت أعمالها عادت إليه، فإذا قدماه مترنحتان، هالها أمره، جذبته من تحت السرير، فإذا هو مستغرق في نومه، قد لطخت شفتيه ويديه الشيكولاتة.
حاولت إيقاظه، ليشرب كأس الماء، لكنه كان مستغرقاً في نومه، مسحت فمه ويديه الدافئتين بالماء وأصابعه الصغيرة وقبّلتهما، ثم وضعته في سريره، وله غطيط.
وقالت: كم أنت متعب اليوم يا بني! ليتني أعرف ما الذي يشغلك.
أدخلت رأسها تحت السرير لترى ما كان يشغله، فإذا هي وليمة دسمة من البسكويت وقطع الحلوى والبطاطس، والمدعوون شلة أسود وفيلة وتماسيح بلاستيكية إضافة إلى سيارته التي يحبها، كانت وجوههم ملطخة بالشيكولاتة، وكذلك مقدمة سيارته.
احتارت ماذا تفعل ببقايا البسكويت والأكل، هل تحملها أو تتركها إلى الصباح، حتى يرى الصغير أن لعبه لم تتناول الأكل، فاهتدت إلى رفعها، وفي الصباح تعيدها إلى مكانها؛ لأنها لا تعلم ماذا يريد أن يعرف حينما تركها مع الأكل.
وفي الصباح قبل استيقاظ ابنها أعادتها إلى مكانها، وكأن شيئاً لم يحدث لها، وتشاغلت عن ابنها، فإذا هو بعد تناول إفطاره يعود ليرى المدعوين تحت سريره، وقد انضمت إليهم نملة تتحرك يمنة ويسره فرحة بهذه الوليمة.
أثارت انتباهه تابعها فترة لكنها لم تشغله عن هدفه، أخذت أمه ترقبه خلسة والفضول يقتلها، فإذا هو قد علا صوته، في نقاش حاد وهو يعاتب ألعابه ويلومها على ترك الأكل، ويقارنها بالنملة التي تناولت فتات الحلوى، وزاد حنقه أنه لم يجد إجابة منها، فهي مكانها لم تتحرك ولم تجب.
تدخلت الأم حينما سمعت صوته، ماذا بك؟ ردّ عليها في أسف: إنها لا تتناول الحلوى التي أعطيتها، فقالت الأم: وهل كانت تتناول الحلوى في محل بيع اللعب؟ أجاب: إن البائع لا يطعمها، لذلك بقيت صغيرة، وأنا أطعمها لتكبر، ثم بكى، لكنها لن تكبر يا ماما لن تكبر، والأم تخفي ضحكة في داخلها، لكنها تشاطر ابنها مشاعره، وتقول: نعم لن تكبر.. لكنك تكبر، وأصحابك تكبرون، وكذلك قطة جارنا، والعصافير التي على الأشجار، ثم أكمل والفيل الذي رأيناه في حديقة الحيوان، والشجرة التي أمام منزلنا تكبر، والنملة التي تحت السرير تكبر.
صمت ثم تنهد وبردت دموعه لابتسامة علت محياه، وأخذ يتأمل وجه أمه وكفيه الصغيرتين على خديها، تأملها، ضحك وقال: وماما تكبر أيضاً، ثم علت ضحكاتهما وانتهى الدرس.
تلك أم واعية تترك الحرية لابنها ليتعلم، دون تدخل في تفاصيل طفولية، ودون استهتار، أو استخفاف بأفكاره، بل تشاركه همومه، واهتماماته، وأفراحه، وأحزانه حتى وإن كنا نرى أنها اهتمامات بسيطة، ولكن يُقدر لكل سن قدرها مع حفظ لحدود مملكته الخاصة، وعدم تدخل في خصوصياته وتعليمه احترام خصوصيات إخوته وأفراد أسرته حتى لا ينشأ مستبيحاً لممتلكات غيره أو متخاذلاً أمام من يتجاوز إلى ممتلكاته، فيتربى على معرفة الحدود وعدم تجاوز الخطوط إلا بإذن ورضا سابق، أو لأشخاص مخصوصين كالأم والأب مثلاً، فهذه الأم تتيح له أيضاً فرصة التعلم الذاتي، وتدلي بمشورتها ونصحها، عندما يحتاج ابنها ذلك، دون أمر منها، أو تدخل في تغافل، دون غفلة، أو سذاجة، وترقب لنموه ونمو شخصيته ومعلوماته.

التربيةُ عن طريق جماعاتِ الأصدقاء
 
لِجماعات الأصدقاء والرفاق دورٌ كبير في حياة الفرد في مختلف مراحلِ عمره، ففي مرحلة الطفولة يُقْبِلُ الطفلُ بشَغَفٍ على مُشَاطَرة الأطفال الآخرين لعبَهم، والتعاون معهم، حتى أطلق البعض على مرحلة الطفولة مرحلةَ الاجتماعية الطبيعية؛ إذ يُحب الأطفالُ اللعبَ مع بعضهم بطريقة جماعية، ويتعاونون في نشاطاتهم المختلفة[1]، وقد وُجِدَ أن الطفل يحصل على أفضل النتائج من خلال مشاطرة الآخرين لعبهم والتعاون معهم[2].
وفي مرحلة المراهقة يرتبطُ المراهقُ ارتباطاً وثيقاً بمجموعة النُّظَرَاء (الشِّلَّة)، فيسعى إليها سعياً أكيداً، ويكافحُ في سبيل تثبيت مكانته بها، ويتبنَّى قِيَمَها ومعاييرَها ومُثُلَها السلوكية، ويتجه إليها -قبل غيرها من المجموعات الأخرى- بوجدانه وعاطفته وولائه؛ ذلك أن المراهق يشعر في وسط إخوانه بالمشابهة والمجانسة وبوحدة الأهداف والمشاعر، كما يشعر في الوقت نفسه بالهوة الواسعة التي تَفصِل بينه وبين الكبار في كثير من الأحيان[3].
كما تمارسُ جماعاتُ الأصدقاء والرِّفاق دورَها وأثرها في حياة الفرد فيما بعد مرحلة المراهقة من مراحل الحياة، وهنا تجدُرُ الإشارةُ إلى أن أماكن العمل -سواء أكانت رسميَّة أم تَطَوُّعيَّة- تُعَدُّ من جماعات الرفاق، إلا أنه يغلِب عليها الطابع الرسمي في العادة، وهي مؤسسات اجتماعية ذات تأثيرٍ مُهمٍ على تربية الإنسان بعامة؛ نظراً لما يترتب على وجوده فيها من احتكاك بالآخرين، إضافة إلى أنه يقضي فيها جزءاً ليس باليسير من وقته الذي يكتسبُ خلالَه الكثيرَ من المهارات والعادات والطباع والخبرات المختلفة.
والمعنى: أن جماعات الرِّفاق توجد وتمارس نشاطاتها المختلفة في المكان الذي يجتمع فيه أفرادُها، إذ تجمعهم -في الغالب- الاهتماماتُ المشتركة والنشاطات المرغوب فيها؛ كالنشاطات الرياضية، أو الترويحية، أو الثقافية، أو الاجتماعية، أو الوظيفية، أو التطوعية، ونحوها.
كما أنَّ لكل جماعة من جماعات الرفاق ثقافةً خاصة بهم، وهذه الثقافة تُعَدُّ فرعية ومتناسبة مع مستوياتهم العقلية والعمرية، وخبراتهم الشخصية، وحاجاتهم المختلفة، إلا أنها تختلف من جماعة إلى أخرى، تبعاً للمستويات الثقافية والتعليمية والعمرية، والأوساط الاجتماعية المتباينة[4].
وذلك الدور الكبير الذي تؤديه جماعاتُ الرِّفاق والأصدقاء في المراحل المختلفة من حياة الإنسان، يُلقِي الضوءَ على جانبٍ من جوانب التميُّز في التربية الإسلامية، التي عُنيت بجماعات الرفاق والأصدقاء؛ لأنها وسيلة مهمة من وسائل التربية؛ إذ حرَص رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على أن يَنشأ الطفلُ بين الأطفال بعيداً عن العُزْلَةِ والانطواء؛ فقد مر -صلى الله عليه وسلم- بصبيان يلعبون فَسَلَّم عليهم، فعن أنس قال: ((انتهى إلينا رسول الله وأنا غلام مع الغلمان، فسلم علينا ...))[5].
وفي هذا تنبيه منه -صلى الله عليه وسلم- على السماح للطفل بالاتصال بالأطفال الآخرين، وخصوصاً في زمن الطفولة الأولى التي تترك آثاراً دائمة في شخصيته؛ لذا فالأطفال الذين يُعزَلون عن جماعاتهم الإنسانية لسبب أو لآخر، لا يستطيعون أن يكوِّنوا شخصياتٍ إنسانية؛ إذ إن هذا التكوين لا بد له من أشخاص آخرين يتفاعلون معهم[6].
ولكن لكي يؤتي هذا الاختلاطُ ثمارَه التربوية المرغوب فيها؛ فلا بد أن يُحسِن المُرَبُّون اختيارَ الصُّحْبَة التي يختلط بها الطفل، وكذلك لا بد أن يحسن الفردُ في كل مرحلة من مراحل حياته اختيارَ صحبته ورفاقه، وهو ما نبه عليه الحق -سبحانه وتعالى- بقوله: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً * يَا وَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَاناً خَلِيلاً} [الفرقان: 27، 28]، ويقول سبحانه: {الْأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ} [الزخرف: 67].
كما نبه النبي -صلى الله عليه وسلم- على أهمية اختيار الصاحب والرفيق، فقال -صلى الله عليه وسلم-: ((المرءُ على دين خليله؛ فلينظرْ أَحَدُكُم من يُخَالِل))[7].
ويقول أيضا: ((مَثَلُ الْجَلِيسِ الصالح والجليس السَّوء كحامل المسك وَنَافِخِ الْكِيرِ؛ فحاملُ المسك إما أن يُحْذِيَكَ، وإما أن تَبْتَاعَ منه، وإما أن تجد منه ريحاً طيِّبة، وَنَافِخُ الْكِيرِ إما أن يُحرِق ثيابَك، وإما أن تجد منه ريحاً خبيثة))[8].
وفيما رواه ابن عساكر: ((إيَّاكَ وَقَرِينَ السُّوء؛ فإنك به تُعْرَف))[9].
وكذلك أدرك السلفُ الصالح دورَ الرفاق والأصدقاء وتأثيرَهم في الفرد؛ فيقول الإمام علي -كرم الله وجهه-: "إياك ومخالطةَ السَّفِلة؛ فإن السَّفِلة لا تؤدي إلى خير"[10].
ويقول أيضا: "الأصدقاء نفس واحدة في جُسُومٍ متفرقة"[11].
وينصح ابنُ سينا في تربية الصغير أن يكون معه في مكتبه "صِبْيةٌ حَسَنَةٌ آدابُهم، مَرْضِيَّةٌ عاداتُهم؛ لأن الصبيَّ عن الصبيِّ أَلْقَن، وهو عنه آخذ، وبه آنس"[12].
وعلى الآباء والمربين أن يبادروا بتوجيه الصغار إلى أهمية الصحبة الصالحة، وأن يُرَغِّبوهُم في مرافقة ذوي الأخلاق الحسنة، وأن يُنَفِّرُوهُم من رُفقَةِ ذَوِي النُّفوس الخبيثة والأخلاق الذميمة منذ الصِّغَر، ولا يهملوا ذلك إلى مراحلَ تالية؛ لأنه مع تَقَدُّم العمر بالطفل يَكره تدخلَ الآباء في اختيار رفاقه وأصدقائِهِ، ويَرْغَبُ في أن ينفرد هو باختياره؛ ولا سيما في مرحلة المراهقة، إذ يختار المُرَاهِق من يريد من أصدقائه بنفسه، ويرفضُ أيَّ تَدَخُّل من والديه في ذلك الموضوع، بخلاف الطفل، الذي لا يمانعُ مطلقاً في أن يختار له الوالدان بعضَ الأصدقاء، ومعنى ذلك أن موقف الطفل من والديه في اختيار الأصدقاء إنما هو موقفٌ سلبيٌّ[13].
فيجب على الآباء والمربين استغلالُ هذا الموقف السلبي من جهة الطفل، بتعويده اختيارَ الصديق الصالح؛ فإنه إن اعتاد ذلك في صغره شب عليه ثم استمر كذلك في باقي مراحل حياته.
وأما المراهقُ فإن دوره في اختيار الأصدقاء دورٌ إيجابيٌّ؛ ومن ثم فكثيراً ما يظهر على وجه المراهق مظاهرُ عدم الرضا عن الأسلوب الذي تتبعه الأسرة في التوجيه أو الأمر بعدم مصادقة شخص أو أشخاص معروفين بالسلوك الشاذ؛ فهو يرفض التَّدَخُّل بالأسلوب المباشر، على الرغم من قناعته بصحة وسلامة رأي الأسرة؛ لأنه يعُدُّ هذا التدخل إضعافا لشخصيته، وهذا يتطلب من المربين إذا أرادوا التدخل في اختيار أصدقاء المراهق أن يكون تدخلُهم بأسلوب غير مباشر، بأن يناقش الأب مثلاً مع ابنه قضايا الأخلاق والعلاقات الاجتماعية مناقشةً موضوعية، وأن يتحدث خلالَها عن الصفات التي يجبُ أن تتوافر في الأصدقاء، ويعطي فرصة للمراهق في الحديث الحر عن الصفات المُثْلَى للصديق[14].
ولا شك أن هذا المراهق إذا كان قد تَعَوَّد منذ الصغر اختيارَ الصديق الصالح، ونشأ على البعد عن أصدقاء السوء؛ فإن هذا سيسهل كثيراً على الأب مهمةَ توجيهه إلى ما يريد بالطريق غير المباشر.
ــــــــــــــــــــــــــ
[1] ينظر: الطفولة والمراهقة؛ ج.أ. هادفيلد، ترجمة: أحمد شوكت، وعدنان خالد، دار الكتب، جامعة الموصل، (ص42).
[2] ينظر: الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية؛ سهام مهدي جبار، سلسلة الكتاب التربوي الإسلامي، إشراف: د. محمد منير سعد الدين، المكتبة العصرية، صيدا، بيروت، الطبعة الأولى 1417هـ/1997م، (ص507).
[3] ينظر: تربية المراهق بين الإسلام وعلم النفس؛ محمد السيد محمد الزعبلاوي، مؤسسة الكتب الثقافية، بيروت، ط 4، 1419هـ/1998م، (ص175).
[4] ينظر: مقدمة في التربية الإسلامية؛ د. صالح بن علي أبو عراد، الدار الصولتية للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى، 1424هـ/2003م، (ص111).
[5] أخرجه أبو داود (5205) باب فِى السَّلاَمِ عَلَى الصِّبْيَانِ، وابن ماجه (562) باب الْحِيَاضِ، وصححه الألباني.
[6] ينظر: الطفل في الشريعة الإسلامية؛ مرجع سابق (ص508).
[7] أخرجه أبو داود (4833)، والترمذي (4/559) كتاب الزهد (2378)، وأحمد في المسند (2/303)، والحاكم في المستدرك (4/171) كتاب البر، باب: المرء على دين خليله وقال: صحيح إن شاء الله تعالى، ووافقه الذهبي.
[8] ينظر: الطفل في الشريعة الإسلامية؛ مرجع سابق، (ص509). والحديث أخرجه البخاري (9/577) كتاب الذبائح، باب: المسك (5534)، ومسلم (4/2026) كتاب البر والصلة، باب: استحباب مجالسة الصالحين (146/2628).
[9] أخرجه ابن عساكر من حديث أنس بن مالك كما في كشف الخفاء (1/319)، وقال الألباني في السلسلة الضعيفة (847): موضوع.
[10] ينظر: الأخلاق عند الإمام الصادق؛ محمد أمين زين الدين، منظمة الإعلام الإسلامي، قسم العلاقات الدولية، بيروت، سنة 1403هـ/1983م، (ص113).
[11] ينظر: ميزان الحكمة؛ محمد الري شهري، الدار الإسلامية للطباعة والنشر، بيروت، سنة 1405هـ/1985م، (5/296).
[12] ينظر: مقالات فلسفية لمشاهير العرب، مسلمين ونصارى؛ لويس شيخو وآخرون، دار العرب بستاني، القاهرة، الطبعة الثالثة، سنة 1985، (ص13)، الطفل في الشريعة الإسلامية، مرجع سابق، (ص509).
[13] ينظر: تربية المراهق بين الإسلام وعلم النفس؛ مرجع سابق، (ص186).
[14] ينظر: السابق، (ص187).

هل تتطور السلوكيات السيئة للطلاب بتطور العصر؟
أ.جاسم عيسي المهيزع     22-12-1432 هـ

يعتقد الكثير من المشتغلين بالحقل التربوي وأولياء الأمور أن طلاب وشباب اليوم سلوكياتهم أسوأ بكثير من سلوكيات نظرائهم في الماضي مستدلين على ذلك بما نراه يصدر عن شباب اليوم من عدوان وغياب عن الدراسة بشكل جماعي (مستخدمين وسيلة التواصل الاجتماعي الفيس بوك)، وتقليد الغرب في السلوكيات التي لا تتوافق مع عاداتنا وتقاليدنا. ويلقون باللوم على شباب اليوم وغاب عنهم سؤال مهم وهو: هل تتطور سلوكيات وأفعال الشباب بتطور العصر والتكنولوجيا أم تظل سلوكيات الأجيال ثابتة على مر العصور دون تغيير؟
مما لا شك فيه أن شباب اليوم يقعون تحت تأثير العديد من المتغيرات المستقلة (المؤثرة) من إنترنت وأجهزة اتصال حديثة ووسائل مواصلات حديثة وانشغال من الأسرة عنهم أكثر من الماضي، كل هذه المتغيرات وغيرها الكثير تؤثر على الشباب وتجعل سلوكياتهم السلبية والإيجابية معاً تختلف عن سلوكيات وتصرفات نظرائهم في الماضي.
ولذلك يجب على المربين وأولياء الأمور وضع تلك العوامل في الاعتبار ولا يلقون باللوم على الشباب وحدهم، ويحاولون العمل على تعديل تلك السلوكيات من خلال الأساليب العصرية مثل: (الفيس بوك) وعمل المواقع التي توعي الشباب وجعل المواقع الإلكترونية للمؤسسات التربوية التي ينتمي لها هؤلاء الشباب تشبع تطلعاتهم وتجيب عن تساؤلاتهم بدلاً من لجوء الطلاب والشباب للمواقع غير المأمونة.
ونخِّلص مما سبق في أنه يجب أن نستخدم التكنولوجيا بشكل مكثف في تربية الشباب ونصمم مواقع وشبكات تواصل تربوية تساهم في تفعيل السلوكيات التربوية الحسنة التي ننشدها من شبابنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق